الرئيسية تقارير مواضيعية مقتل 57 مدني بينهم أطفال ونساء نتيجة الهجمات التركية على شمال وشمال شرق سوريا منذ بداية عام 2022

مقتل 57 مدني بينهم أطفال ونساء نتيجة الهجمات التركية على شمال وشمال شرق سوريا منذ بداية عام 2022

لم تُراع تركيا في هجماتها على شمال وشمال شرق سوريا، حماية حياة المدنيين، وفقاً لمبدأ التناسب في القانون الدولي الإنساني، حيث أفرطت في إزهاق أرواح المدنيين، وألحقت أضراراً بالأعيان المدنية، كما لم تتخذ الاحتياطات اللازمة لتجنب وقوع أضرار عرضية بين المدنيين إلى أقصى حد ممكن

بواسطة editor
361 مشاهدة تحميل كملف PDF هذا المنشور متوفر أيضاً باللغة: الإنجليزية حجم الخط ع ع ع

الملخص التنفيذي:

قصفت تركيا وفصائل المُعارضة السورية المدعومة منها، ما لا يقل عن 1073 مرة، مناطق في شمال وشمال شرق سوريا، منذ بداية عام 2022 وحتى نهاية حزيران/يونيو 2023، ما أدى إلى مقتل 57 مدني/ة، بينهم 7 أطفال و5 نساء، وإصابة 185 آخرين، بينهم 24 طفل/ة و5 نساء.

كانت الهجمات التي شنتها تركيا بواسطة طائرات حربية مسيّرة الأكثر إزهاقاً لأرواح المدنيين في شمال وشمال شرق سوريا، خلال عام ونصف، حيث بلغ عددها 152 هجوماً، أوّدت بحياة 41 مدني/ة، بينهم ثلاثة أطفال و5 نساء، كما أسفرت عن إصابة 80 مدني، بينهم 17 طفل/ة وامرأتان.

فيما بلغ عدد حالات القصف المدفعي والصاروخي من قبل القوات التركية وفصائل “الجيش الوطني السوري” المدعومة منها على مناطق شمال وشمال شرق سوريا، 921 حالة قصف، قُتل خلالها 16 مدني، بينهم 4 أطفال، وأصيب 105 آخرون، بينهم 7 أطفال و3 نساء.

قلقٌ دائم وشعور بـانعدام الأمان والاستقرار، يعيشهُ سكان مناطق شمال وشمال شرق سوريا، الخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، والتي تشهد هجمات صاروخية ومدفعية متكررة، وأخرى بالطائرات المسيّرة والحربية من قبل تركيا، أسفرت عن مقتل وإصابة عشرات المدنيين، منذ مطلع عام 2022، كما زادت من وتيرة الهجرة غير الشرعية طلباً للجوء الإنساني، أكثر من أي وقت مضى منذ بدء النزاع في سوريا.

أثرت الهجمات التركية بشكل كارثي على حياة سكان مناطق شمال شرق سوريا، التي باتت ملجأ لمئات آلاف النازحين داخلياً، وأدت إلى تفاقم الأزمة الإنسانية القائمة، كما ألحقت أضراراً بالعديد من المناطق السكنية والمرافق الخدمية والمنشآت الحيوية، في وقتٍ تعاني فيه المنطقة من اقتصاد متدهور وبنى تحتية متهالكة أساساً.

استهدفت الاعتداءات التركية جميع المناطق الحدودية في شمال شرق سوريا، ومنطقة الشهباء شمالي حلب، رغم شمولها ضمن اتفاقات خفض التصعيد/وقف إطلاق النار، التي وقعتها تركيا مع كلٍّ من الولايات المتحدة الأمريكية، وروسيا، عقب العملية العسكرية التركية “نبع السلام” في تشرين الأول/أكتوبر 2019.

لم تُراع تركيا في هجماتها على شمال وشمال شرق سوريا، حماية حياة المدنيين، وفقاً لمبدأ التناسب في القانون الدولي الإنساني، حيث أفرطت في إزهاق أرواح المدنيين، وعرضتهم للإصابة، وألحقت أضراراً بالأعيان المدنية، كما لم تتخذ التدابير/الاحتياطات اللازمة لتجنب وقوع أضرار عرضية بين المدنيين إلى أقصى حد ممكن.

تُظهر المعلومات التي وثقتها “تآزر” أنّ الهجمات المدفعية والصاروخية التي شنتها تركيا على المناطق الواقعة على خطوط التماس بينها وبين قوات سوريا الديمقراطية في شمال وشمال شرق سوريا، خلال النصف الأول من عام 2023، أدّت إلى مقتل 5 مدنيين وإصابة 16 آخرين، مقابل مقتل مقاتليّن اثنين وجُرح 5 آخرين من قسد.

 

أعداد الضحايا المدنيين والعسكريين نتيجة الهجمات المدفعية والصاروخية التي شنتها تركيا على مناطق شمال وشمال شرق سوريا، خلال النصف الأول من عام 2023.

 

كما أسفرت الهجمات التركية بواسطة طائرات مسيّرة على مناطق شمال وشمال شرق سوريا، خلال النصف الأول من عام 2023، عن مقتل 16 مدنياً وإصابة 9 آخرين، مقابل مقتل 23 مقاتل وجُرح 7 آخرين من قسد.

 

أعداد الضحايا المدنيين والعسكريين نتيجة الهجمات التركية بواسطة طائرات مسيّرة على مناطق شمال وشمال شرق سوريا، خلال النصف الأول من عام 2023.

 

يحظر مبدأ التناسب بموجب القانون الدولي الإنساني، الهجمات على أهداف عسكرية مشروعة قد يتوقع أن تحدث خسائر عرضية في أرواح المدنيين أو تلحق أذى بالمدنيين أو أضرار بأهداف مدنية أو أن تحدث كل ذلك، مما يشكل إفراطاً في الهجمات، بالقياس على الميزة العسكرية الملموسة والمباشرة والمتوقعة.[1]

كما يجب التأكيد في جميع مراحل هجوم معين، على تطبيق مبدأ الاحتياطات بالتزامن مع مبدأ التناسب، وكذلك بشكل مستقل عنه. بمعنى آخر، حتى إذا لم تكن الخسائر العرضية المتوقعة في أرواح المدنيين والإصابة بينهم والأضرار التي تلحق بالأعيان المدنية، مُفرطة مقارنةً بالميزة العسكرية الملموسة والمباشرة المرجوة من الهجوم، يتعين على الطرف المهاجم، رغم ذلك، اتخاذ جميع التدابير الممكنة لاختيار وسائل وأساليب قتال تؤدي إلى تجنب وقوع أضرار عرضية بين المدنيين إلى أقصى حد ممكن.

 

مقدمة:

صعّدت تركيا من وتيرة قصفها لمناطق شمال وشمال شرق سوريا، منذ مطلع عام 2022، رغم كونها طرفاً في “محادثات أستانة” الهادفة إلى “خفض التصعيد” في سوريا، وفي اتفاقيات أخرى منفصلة مع كل من أمريكا وروسيا، ولم يقتصر القصف على أهداف عسكرية فقط، حيث قصفت الطائرات التركية مناطق مأهولة بالسكان وعدداً من المنشآت الحيوية ومصادر النفط والغاز والكهرباء.

تعرضت مناطق شمال وشمال شرق سوريا، خلال النصف الأول من عام 2022، إلى 52 هجوماً بواسطة طائرات مسيّرة تركية، قُتل خلالها 3 مدنيين، بينهم طفلان، وأصيب 20 آخرين، بينما شهد النصف الثاني من العام نفسه 70 هجوماً بطائرات مسّيرة وأخرى حربية تركية، أدت إلى مقتل 22 مدني/ة، بينهم امرأة، وإصابة 51 آخرين، بينهم 16 طفل. أما النصف الأول من عام 2023، فقد شهد 30 هجوماً بالطائرات المسيّرة التركية، مخلفةً مقتل 16 مدنياً وإصابة 9 آخرين.

 

حصيلة الهجمات التركية بواسطة طائرات مسيّرة على مناطق شمال وشمال شرق سوريا، خلال عام 2022.

 

حصيلة الهجمات التركية بواسطة طائرات مسيّرة على مناطق شمال وشمال شرق سوريا، خلال النصف الأول من عام 2023.

 

كما بلغ عدد الهجمات المدفعية والصاروخية التي شنتها تركيا وفصائل “الجيش الوطني السوري” على مناطق شمال وشمال شرق سوريا، خلال النصف الثاني من عام 2022 نحو أربعة أضعاف عددها في النصف الأول، الذي شهد ما لا يقل عن 175 هجوماً، أسفرت عن مقتل مدنيين اثنين وإصابة 11 آخرين. بينما تصاعدت الهجمات خلال النصف الثاني من العام نفسه، لتبلغ 659 هجوماً، قُتل خلالها 9 مدنيين بينهم طفل، وأصيب 78 آخرين، فيما شهد النصف الأول من عام 2023، ما لا يقل عن 87 حالة قصف، قُتل نتيجتها 5 مدنيين، وأُصيب 16 آخرين.

 

حصيلة الهجمات المدفعية والصاروخية التي شنتها تركيا على مناطق شمال وشمال شرق سوريا، خلال عام 2022.

 

حصيلة الهجمات المدفعية والصاروخية التي شنتها تركيا على مناطق شمال وشمال شرق سوريا، خلال النصف الأول من عام 2023.

 

استهدف القصف الجوي التركي أعياناً مدنية، بتاريخ 20 تشرين الثاني/نوفمبر 2022، من بينها مدرسة ومشفى مُجهّز للأطفال، تمَّ استخدامه سابقاً لاستقبال مصابي “كورونا” في كوباني/عين العرب في ريف حلب. ومركز/صوامع لتخزين الحبوب في ريف الدرباسية بالحسكة، إضافةٍ إلى محطة لتوليد الكهرباء في ريف المالكية/ديريك.

عمدت تركيا إلى تنفيذ ضربات جوية متتالية على موقعين على الأقل، هما مشفى الأطفال في كوباني ومحطة الكهرباء في ريف المالكية/ديريك، فبعد قصفها كل من الموقعين، قامت بقصف تلك المواقع مرةً أخرى بعد تجمع فرق طبية ومدنيين وصحفيين في مواقع القصف الأولى.

تزامن استهداف مدرسة ابتدائية ومشفى مُجهز للأطفال في كوباني، مع اليوم العالمي للطفل، الذي يصادف 20 تشرين الثاني/نوفمبر من كلّ عام، ويدعو إلى الحماية والصحة والسلام لجميع أطفال العالم، ويُكرس للدفاع عن حقوق الطفل وتعزيزها والاحتفال بها، وترجمتها إلى نقاشات وأفعال لبناء عالم أفضل للأطفال.

اتسع نطاق الهجمات التركية بعد منتصف عام 2022، وأخذت منحاً أكثر عدائية، حيث قصفت الطائرات التركية عدداً من المنشآت الحيوية ومصادر النفط والغاز والكهرباء، ما أدى إلى خروج العديد منها عن الخدمة وحرمان مئات آلاف السكان من الطاقة، وتضرر ملايين آخرين في عموم الجغرافية السورية. في الوقت الذي تعاني المنطقة من بنى تحتية متهالكة أساساً، بسبب النزاع الدائر في البلاد منذ 2011.

هذا التطور في منحى الاعتداءات التركية على مناطق شمال شرق سوريا، مؤشر على نيّة تركيا بتدمير اقتصاد المنطقة وحرمان سكانها من الخدمات والحقوق الأساسية.

أثرت الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية للطاقة بشكل كارثي على حياة سكان شمال شرق سوريا، التي باتت ملجأ لمئات آلاف النازحين داخلياً، وأدت إلى تفاقم الأزمة الإنسانية القائمة، حيث أسفر هجوم على محطة توليد الكهرباء بالقرب من المالكية/ديريك، إلى انقطاع كبير في الكهرباء في مختلف مناطق محافظة الحسكة، كما إنّ محطة الكهرباء تلك تغذي محطة مياه علّوك، التي تعتبر مصدراً رئيسياً للمياه في الشمال السوري، حيث تلبي احتياجات 800.000 شخص من سكان المنطقة، لا سيما سكان مدينة الحسكة وبلدة تل تمر وضواحيهما، كما يتم نقل المياه منها بالشاحنات لمخيمات الهول والعريشة وواشو كاني/التوينة، وذلك بحسب اللجنة الدولة للصليب الأحمر.

كما أدى استهداف منشآت النفط والغاز إلى تفاقم النقص الحاد في الوقود، الذي كان يشكّل أصلا أزمة في شمال شرق سوريا، ما زاد من معاناة المدنيين في توفير غاز الطهي ووقود التدفئة في الشتاء.

لقد أدّت الهجمات التركية إلى عمليات نزوح بالفعل، ومن المؤكد أن استمرارها على هذا النحو سيُجهد الاستجابة الإنسانية التي بلغت بالفعل حدود إمكاناتها بفعل الهجمات والعمليات العسكرية التركية السابقة.

وقالت “هيومن رايتش ووتش” في تقرير لها صدر بتاريخ 7 كانون الأول/ديسمبر 2022، إنَّ “الغارات الجوية التركية التي بدأت في 20 نوفمبر/تشرين الثاني 2022 ألحقت أضرارا بالمناطق المكتظة بالسكان والبنية التحتية الحيوية في شمال وشمال شرق سوريا، وفاقمت الأزمة الإنسانية الكارثية القائمة والتي تؤثر على الأكراد، والعرب، والمجتمعات الأخرى في المنطقة”.

وأصدت “تآزر” تقريراً بعنوان: “تصاعد منحى الهجمات التركية على شمال شرق سوريا يهدد حياة المدنيين ويعرض حقوقهم الأساسية للخطر”، بتاريخ 21 كانون الأول/ديسمبر 2022، وثقت خلاله تصاعدت وتيرة الهجمات العسكرية التركية على مناطق في شمال وشمال شرق سوريا، خلال الفترة الممتدة بين 20 و 30 تشرين الثاني/نوفمبر 2022، حيث قصفت الطائرات التركية مناطق مأهولة بالسكان وعدداً من المنشآت الحيوية ومصادر النفط والطاقة، ما أدى إلى مقتل 11 مدني، بينهم صحفي، وإصابة آخرين.

كما انضمت “تآزر” إلى بيان وقعته 200 منظمة سوريّة، صدر بتاريخ 29 تشرين الثاني/نوفمبر 2022، يدين بشدّة التهديدات والأعمال العدائية المتكررة في الشمال السوري ويطالب مجلس الأمن الدولي بالتدخل الفوري لوقفها، واتخاذ إجراءات حازمة لمنع زعزعة الاستقرار وعدم السماح بأي عمليات عسكرية جديدة في شمال سوريا، لا سيما وأن العمليات العسكرية السابقة قد أدت إلى تشريد عشرات الآلاف من السكان الأصليين، وتوثيق انتهاكات لحقوق الإنسان، لا حصر لها، من قبل المنظمات الدولية والهيئات الأممية المستقلة حول سوريا.

 

الإخلال بمبدأ التناسب في النزاعات المسلحة:

تُظهر المعلومات التي وثقتها “تآزر”، على مدار عام 2022 والنصف الأول من عام 2023، أنّ القوات التركية لم تُراعِ خلال هجماتها على مناطق الإدارة الذاتية في شمال وشمال شرق سوريا، مبدأ التناسب بموجب القانون الدولي الإنساني، حيث يشير تحليل البيانات إلى مقتل وإصابة مدنيين بكثرة في حالات القصف الصاروخي والمدفعي أو القصف بواسطة طائرات مسيّرة أو حربية.

ففي تموز/يوليو 2022 وثقت “تآزر” مقتل ثلاثة مدنيين ومقاتليّن اثنين من قوات سوريا الديمقراطية، وإصابة 29 مدنياً و9 مقاتلين من قسد، نتيجة الهجمات الصاروخية والمدفعية التركية على شمال وشمال شرق سوريا، وفي كانون الأول/ديسمبر من العام نفسه، قُتل مدني واحد وجُرح 6 آخرون، مقابل مقتل عسكري واحد.

وعلى مدار النصف الأول من عام 2023، تُظهر المعلومات التي وثقتها “تآزر” أنّ الهجمات المدفعية والصاروخية التي شنتها تركيا على مناطق شمال وشمال شرق سوريا، أدّت إلى مقتل 5 مدنيين وإصابة 16 آخرين، مقابل مقتل مقاتليّن اثنين وجُرح 5 آخرين من قسد.

ينطبق ذلك أيضاً على ضحايا القصف التركي بواسطة الطائرات المسيّرة، التي يُفترض أن تكون دقيقة، إلا أنّ تركيا لم تُراعِ مبدأ التناسب خلالها أيضاً، حيث أسفرت خلال شهر تشرين الثاني/نوفمبر 2022، عن إصابة 27 مدنياً مقابل 20 مقاتلاً من قسد، في حين قُتل 6 مدنيين مُقابل 25 عسكرياً.

كما أسفرت الهجمات التركية بواسطة طائرات مسيّرة على مناطق شمال وشمال شرق سوريا، خلال النصف الأول من عام 2023، عن مقتل 16 مدنياً وإصابة 9 آخرين، مقابل مقتل 23 مقاتل وجُرح 7 آخرين من قسد.

 

المسؤولية القانونية والتوصيات:

استمرت الحكومة التركية في قصف المناطق الآهلة بالسكان، وهو ما يخالف المبادئ الأساسية للقانون الإنساني الدولي، ويشكّل انتهاكاً لقوانين النزاع المسلّح. تحظر قوانين الحرب بشدة الهجمات التي تستهدف المدنيين أو الأعيان المدنية ما لم تكن لأغراض عسكرية، وتحظر الهجمات العشوائية التي لا تميز بين الأهداف العسكرية والمدنية.

بموجب القانون الدولي، على القوات المسلحة التركية اتخاذ جميع التدابير الممكنة لتجنب الخسائر في أرواح المدنيين، وإصابة المدنيين، وإلحاق الضرر بالأعيان المدنية أثناء العمليات العسكرية، وتقليلها في كل الأحوال. أي أنَّه عليها التقيد الصارم بالمعايير والإجراءات الدولية فيما يتعلق بوسائلها وأساليبها الحربية المصممة لمنع وقوع إصابات في صفوف المدنيين، وعليها الإبلاغ بشكل دائم وشفاف عن الغارات الجوية وخسائر العدو والمدنيين.

في جميع الأحوال، على السلطات التركية بدء تحقيق شامل ونزيه بسرعة في أي خسائر مدنية تنجم عن عملياتها، حيث ينبغي أن تحدد المسؤولين عن وفيات المدنيين الناجمة عن انتهاكات القانون الإنساني الدولي، وتحاسبهم وأن تقدم تعويضات عن الوفيات والإصابات غير المشروعة في صفوف المدنيين، وتعويضات مناسبة عن الأضرار التي لحقت بهم.

تدين رابطة “تآزر” للضحايا، وبشدّة، الهجمات العسكرية التركية على مناطق شمال وشمال شرق سوريا، وتطالب بوقف الاعتداءات على المدنيين والأعيان المدنية واحترام القانون الإنساني الدولي، وتطلب من:

  • لجنة التحقيق الدولية: إصدار إحاطة خاصّة حول الانتهاكات التي رافقت الهجمات العسكرية التركية على مناطق شمال وشمال شرق سوريا، ونشر تقرير خاص حول انتهاكات حقوق الإنسان في عموم الشمال السوري، من قبل جميع الأطراف.
  • الآلية الدولية المحايدة والمستقلة: تكثيف عمليات جمع الأدلة بحيث تكون شاملة لجميع أطراف النزاع والانتهاكات الواقعة في الشمال السوري بحق المدنيين والأعيان المدنية.
  • وحدات جرائم الحرب في الدول التي تسمح تشريعاتها بمحاكمات وفق مبدأ الولاية القضائية العالمية: توسيع التحقيقات الهيكلية حول الجرائم الدولية في سوريا، بحيث تشمل تلك الواقعة في عموم مناطق الشمال السوري من قبل جميع أطراف النزاع.
  • إلى الوكالات الأممية والمنظمات الإنسانية: تكثيف الجهود الإغاثية والإنسانية بحيث تتم الاستجابة الفورية للاحتياجات الإنسانية الناجمة عن التصعيد العسكري، خاصة في ظل استهداف الأعيان المدنية والمنشآت الحيوية والبنى التحتية.

 

المنهجية:

يوثّق هذا التقرير الهجمات التركية المتكررة على مناطق من شمال وشمال شرق سوريا، استناداً لتحليل البيانات التي تمّ جمعها من قبل باحثينا الميدانيين، وإفادات الشهود والضحايا والناجين/ات وعائلاتهم/ن، خلال الفترة الممتدة بين 01 كانون الثاني/يناير 2022 وحتى نهاية حزيران/يونيو 2023، وآثار تلك الهجمات على المدنيين.

جمعت “تآزر” لغرض إعداد هذا التقرير، إفادات 28 شاهد/ة من الناجين/ات وعائلات الضحايا المدنيين نتيجة الهجمات التركية، ووثقت قصصهم وشهاداتهم، إذ ندرك حجم مسؤوليتنا تجاه الضحايا، وتعتمد استراتيجيتنا المقاربة التي تُركز على تجارب ووجهات نظر وأولويات الضحايا والناجين/ات وعائلاتهم/ن، كجزء أساسي من عملنا اليومي، إلى جانب البحث عن وجهات نظر متعددة لتطوير فهم معمق وتحليلي للأحداث، والالتزام بأعلى درجات الدقة والنزاهة.

بالإضافة إلى المقابلات، تمت مراجعة مجموعة من المصادر المفتوحة التي أوردت معلومات عن الهجمات التركية على شمال وشمال شرق سوريا، حيث تمّ التحقق من المعلومات الواردة فيها، واستخدام العديد منها.

 

لقراءة التقرير كاملاً (33 صفحة) وبصيغة ملف PDF، أضغط هنا.

——————

[1] المادة 51 (5) (ب) من البروتوكول الإضافي الأول، والقاعدة (14) من قواعد القانون الدولي الإنساني العرفي.

منشورات ذات صلة

اترك تعليقاً

* By using this form you agree with the storage and handling of your data by this website.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك عدم المشاركة إذا كنت ترغب في ذلك. موافق اقرا المزيد