تدعو عشرٌ من روابط أُسر المفقودين والناجين والضحايا في سوريا، تُشكِّل مجتمعة ميثاق الحقيقة والعدالة، الدولَ الأعضاء في الأمم المتحدة إلى التصويت لصالح قرار تاريخي من شأنه أن ينشئ مؤسسة دولية تعمل على كشف مصير وأماكن وجود أكثر من 100.000 شخص مختطف أو مخفي قسراً في سوريا، يُحتجز غالبيتهم العُظمى في ظروف مروعة داخل زنازين الاعتقال لدى نظام الأسد، وقد قُطعوا عن أي اتصال بالعالم الخارجي.
بعد عامين من إطلاقها حملة المطالبة بإنشاء هذه المؤسسة، توشك روابط أُسر المفقودين والناجين والضحايا السورية أن تتوصل إلى قرار إنشاء مؤسسة دولية على مستوى الجمعية العامة للأمم المتحدة. لقد اكتسبت جهود هذه الروابط مؤخراً دعماً عالمياً كبيراً، لا سيما بعد تقرير الأمين العام للأمم المتحدة في آب/أغسطس 2022، وفيه حدد مساراً واضحاً لمعالجة هذه القضية. كما تم لقيت هذه الدعوة دعما من قبل أكثر من 100 منظمة مجتمع مدني سورية ودولية وروابط ضحايا اخفاء قسري من جميع أنحاء العالم. ومن المقرر أن يتم التصويت على القرار في الجمعية العامة للأمم المتحدة في 29 حزيران/يونيو 2023.
ستكون هذه المؤسسة المستقلة والمرتكزة على المفقودين والضحايا وأسرهم مركزًا لجمع وتنظيم البيانات المتوفرة ذات الصلة بالمفقودين وتوحيد معاييرها بالتنسيق مع الآليات القائمة الأخرى بهدف تحديد أماكن وجود الأحياء من المفقودين وتحديد أماكن دفن رفات المتوفين منهم وتحديد هويات أصحابها وأعادتها إلى الأُسر؛ كما أنه ستوفر دعمًا للضحايا والناجين وأسرهم.
إن روابط ميثاق الحقيقة والعدالة تُعلم الدول الأعضاء أن جميع أطراف النزاع وقوى الأمر الواقع القائمة في سوريا لجأت إلى سياسة الاعتقال التعسفي والإخفاء القسري لقمع مخالفيها وإسكات الأصوات المعارضة. وفي هذا الواقع، تُركت عائلات المفقودين وحيدة لتدبر أمورها بنفسها. إن معالجة قضية المفقودين في سورية من خلال إنشاء مؤسسة إنسانية مستقلة للمفقودين من شأنه أن يعزز جهود أسر وروابط الضحايا من أجل معرفة مصير أحبتهم وذويهم، وإطلاق سراح مَن هم على قيد الحياة منهم وتحقيق سلام واستقرار شاملين ودائمين في سوريا. كما أن من شأن إنشاء هذه المؤسسة أن يُعيد ثقة أُسر المفقودين والمعتقلين في سوريا بالمجتمع الدولي والأمم المتحدة ويعيد الأمل إلى قلوب عشرات الآلاف من أمهات وآباء وأطفال وزوجات المفقودين.
إن ما بُذل خلال الأشهر الأخيرة من جهود لإعادة نظام الأسد إلى جامعة الدول العربية وإعادة تأهيله على المسرح الدبلوماسي يعزز في المقابل ضرورة إلقاء الضوء على الجرائم ضد الإنسانية التي اُرتكبت في سوريا خلال أكثر من عقد، من ضمنها جريمة الإخفاء القسري الجماعي.
تحث روابطُ أُسر المفقودين والناجين والضحايا الدولَ الأعضاء في الأمم المتحدة على إرسال رسالة واضحة إلى العالم مفادها أنها لن تتجاهل أو تتناسى محنة عشرات الآلاف من المفقودين وأُسرهم مِمَن لا زالوا مخفيين قسرًا على يد نظام الأسد وقوى الأمر الواقع في سوريا، رغم الاتجاه الجاري نحو تطبيع العلاقات معه. فلن يكون السلام المستدام في سوريا ممكناً دون حل قضية المفقودين.
- رابطة معتقلي ومفقودي سجن صيدنايا
- رابطة عائلات قيصر
- رابطة أُسر مسار: تحالف عائلات الأشخاص المختطفين لدى تنظيم داعش
- حركة عائلات من أجل الحرية
- مبادرة تعافي
- عائلات من أجل الحقيقة والعدالة.
- رابطة معتقلي سجن عدرا
- رابطة “تآزر” للضحايا
- حررني
- الاتحاد العام للمعتقلين والمعتقلات